تعريف السمنة: الأسباب والتقييم والعلاج المحتمل

محتوى المقال :

مقدمة
نمط الغذاء وأثره على السمنة
النشاط البدني وتأثيره على السمنة
العوامل النفسية وتأثيرها على السمنة
تقييم السمنة وأهميته
الأمراض والمشاكل التي تسببها السمنة
الاستنتاج
الأسئلة الشائعة
علاج السمنة الطبيعي

مقدمة

تعد السمنة من أكثر القضايا الصحية انتشارًا في العالم الحديث. إنها حالة تتمثل في زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه. يعد فهم أسبابها وأثرها على الصحة أمرًا بالغ الأهمية. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة متنوعة من العوامل المؤثرة في السمنة، وسنشرح كيفية تقييمها وبعض الخيارات المحتملة للعلاج.

نمط الغذاء وأثره على السمنة

اتباع نمط غذائي غير متوازن

أحد أسباب السمنة هو تناول كميات كبيرة من الطعام دون صرف نفس الكمية من الطاقة. إذا لم يتم معالجة السعرات الحرارية الزائدة عن طريق النشاط البدني، يمكن أن تتراكم هذه السعرات كدهون في أنسجة الجسم. تعزز الوجبات السريعة غنية السعرات الحرارية هذه الظاهرة وتسهم في انتشار السمنة.

أثر الثقافة الغذائية

تلعب الثقافة الغذائية دورًا كبيرًا في نمط الحياة وعادات التغذية. انتشار الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون قد يكون مرتبطًا بتغيرات في العادات الغذائية التقليدية. هذا التغيير في نمط الغذاء قد يؤدي إلى زيادة معدلات السمنة في المجتمع.

النشاط البدني وتأثيره على السمنة

الحركة والنشاط البدني

تلعب الحركة والنشاط البدني دورًا حاسمًا في السيطرة على الوزن. عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. من الضروري الحفاظ على نمط حياة نشط يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

الحركة المستمرة والتأثير على الوزن

النشاط اليومي المستمر يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوزن. ممارسة الرياضة والحفاظ على حركة دائمة يمكن أن يساهم في تقليل نسبة الدهون في الجسم وتحسين استقبال الأنسولين.

العوامل النفسية وتأثيرها على السمنة

التوتر والقلق

التوتر والقلق يمكن أن يؤديان إلى زيادة تناول الطعام بكميات كبيرة للتخفيف من الضغط النفسي. هذا السلوك قد يساهم في زيادة الوزن وتفاقم السمنة.

تقييم السمنة وأهميته

دليل كتلة الجسم

دليل كتلة الجسم هو أحد الأساليب المستخدمة لتقييم السمنة. يعتمد هذا الدليل على الوزن والطول، ويمكن أن يقدم فكرة عامة عن مستوى السمنة لدى الشخص. يجب مراعاة أن هذا الدليل قد يكون غير دقيق في بعض الحالات مثل الأطفال والرياضيين.

فإذا كانت النتيجة أقل من	20	فإن الوزن يكون دون الطبيعي
وإذا كانت النتيجة بين	20-25	فإن الوزن يكون طبيعي
وإذا كانت النتيجة بين	25-30	فإن الوزن يكون زائد عن الطبيعي
وإذا كانت النتيجة بين	30-35	فإن الشخص يعتبر بدينا
وإذا كانت النتيجة بين	35-40	فإن الشخص يعتبر بدينا جدا
وإذا كانت النتيجة أكثر من	40	فإن الشخص يعتبر مفرط في البدانة

قياس محيط الخصر

يمكن استخدام قياس محيط الخصر كمؤشر إضافي لتقييم السمنة. تشير الدراسات إلى أن تراكم الدهون حول منطقة البطن قد يكون أكثر خطورة على الصحة من تراكمه في مناطق أخرى من الجسم.

الأمراض والمشاكل التي تسببها السمنة

السمنة زيادة الوزن تسبب الكثير من المضاعفات الخطيرة على حياة المريض، وفيما يلي بعضًا منها:

1- أمراض القلب

من المعروف أنه من النادر أن تجد معمرًا مصابًا بالسمنة، قد لا يكون هذا مقياسًا أو حقيقة صرفة، ولكنها مؤشرًا عامًا للبدينين بدانة مفرطة بأهمية تخفيض وزنهم، فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين ويحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف.

ورغم عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها علاقة موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضًا بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث أنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات وتناول مثل هذه الأصناف يرفع نسبة الكولسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأول لأمراض القلب.

أما علاقة السمنة بأمراض القلب والموت المفاجئ فهي علاقة تعتمد على مدة البدانة أو عمرها عند الشخص، وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد عن 10 سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.

2- مرض السكري

مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري من النوع الثاني الغير معتمد على الأنسولين غير أننا يجب أن لا نغفل عن أنه توجد أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها، ولكن ما علاقة السمنة بمرض السكري؟

إن كل خلية عليها مستقبلات خاصة تستقبل هرمون الأنسولين الذي يحرق الجليكوز لينتج الطاقة هذه المواد تسمى مستقبلات الأنسولين وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية وبالتالي لن يستفاد من الجليكوز فترتفع نسبته في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية فإن زاد حجم الخلية كما هي الحال في البدين فإن عدد المستقبلات تكون قليلة بالنسبة لمساحة الخلية الكبيرة الحجم، وكنصيحة لكل بدين تخفيض وزنه حيث أنه العلاج الأمثل لمرضى السكر إذ أن تخفيض الوزن يؤدي إلى تحسين حالة إفراز الأنسولين واستقباله عند هؤلاء المرضى.

3- ارتفاع ضغط الدم

يكفي أن نعلم أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم حسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 50%.

4- الروماتيزم والتهاب المفاصل والأربطة

السمنة حمل زائد أيضًا على مفاصل الجسم وأربطته ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل.

5- مشاكل والتهابات الجلد

السمنة تزيد كمية الانثناءات في الجلد ويكون ولذلك يكون الجلد عرضة للالتهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمل الطقس الحار.

6- المشاكل الأخرى

ومن المشاكل الأخرى التي قد تواجه الأشخاص البدناء:

ازدياد الحالات النفسية سوء نتيجة صعوبة انخراط المريض بالمجتمع بسهولة.
فقدان الناحية الجمالية للشخص وفقدان جمالية القوام وخاصة الإناث.
اختلال العلاقات الزوجية لصعوبة التوافق الجسدي.
صعوبات العمل نتيجة ثقل حركة المريض وصعوبة التفاعل مع متطلبات العمل المتعددة.
صعوبة إجراء العمليات التقليدية وخاصة الطارئة منها كالتهاب المرارة والزائدة الدودية (الأعور) بسبب مخاطر التخدير العام في الأشخاص المصابين بالسمنة.

7- مشاكل التنفس والنوم

تعاني الأشخاص البدناء في العديد من الأحيان من مشاكل في التنفس والنوم. قد يتعرضون لانقطاع التنفس أثناء النوم، وهو ما يعرف بالانفصال النومي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور جودة النوم والإجهاد الزائد أثناء اليوم.

8- انخفاض الثقة بالنفس والاكتئاب

قد يعاني الأشخاص البدناء من انخفاض الثقة بالنفس ومشاعر الاكتئاب. يمكن أن يؤثر الشعور بعدم القدرة على التحكم في الوزن والمظهر الجسدي على الحالة النفسية للفرد.

9- مشاكل هضمية

قد يواجه الأشخاص البدناء مشاكل هضمية مثل حرقة المعدة وانتفاخ البطن، وذلك بسبب الضغط الزائد على الجهاز الهضمي.

10- زيادة خطر الإصابة بالسرطان

هناك ترابط بين السمنة وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرحم. الدهون الزائدة في الجسم تزيد من إفراز هرمونات معينة تزيد من احتمالية تكون الخلايا السرطانية.

11- مشاكل في الحمل والإنجاب

النساء البدينات قد يواجهن صعوبات في الحمل والإنجاب. السمنة قد تؤثر على التوازن الهرموني وتجعل من الصعب تحقيق الحمل، وتزيد من خطر مضاعفات أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري الحملي.

12- مشاكل في الحركة واللياقة البدنية

السمنة تقيد حركة الأشخاص وتقلل من لياقتهم البدنية. قد تصبح ممارسة التمارين الرياضية صعبة ومجهدة، مما يؤثر على القدرة على الاستمتاع بأنشطة الحياة اليومية.

13- مشاكل في العظام والمفاصل

الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على العظام والمفاصل، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المفاصل ومشاكل في الظهر والركب والورك.

14- مشاكل في الكلى

السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى، حيث تؤثر على وظيفتها وقدرتها على التخلص من السموم والفضلات من الجسم.

15- زيادة الوفيات المبكرة

تشير الدراسات إلى أن السمنة تزيد من خطر الوفاة المبكرة، حيث يكون لديها تأثير سلبي على الصحة العامة وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة.

باختصار، السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هي مشكلة صحية خطيرة تؤثر على جميع جوانب الحياة. من الضروري توعية الأفراد بأهمية الحفاظ على وزن صحي ومتوازن من خلال تبني أسلوب حياة صحي ومتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام.

الاستنتاج

باختصار، يمكن القول إن السمنة تعتبر مشكلة صحية خطيرة تسبب العديد من المضاعفات والأمراض الخطيرة. تؤثر على جميع جوانب الحياة من الصحة الجسدية إلى النفسية. من الأهمية بمكان اتخاذ خطوات للحد من السمنة من خلال تبني نمط حياة صحي ومتوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتناول الغذاء بشكل متوازن وصحيح.